الثلاثاء، ٤ أكتوبر ٢٠١١
الأحد، ٣ أبريل ٢٠١١
أخي جاوز الظالمون المدي
الأحد، ٢٧ مارس ٢٠١١
اختلاف الصحابة في الأحكام الشرعية
محل اختلاف الصحابة.
قد يستغرب البعضُ وجودَ خلافٍ في شريعةٍ واحده، مصدرها واحد، ومُبلغها عن الله واحد، لكن الغرابة تزول، إذا عَلم أنها شريعة ختم الله بها الرسالات، جاءت للناس كافة ، صالحة لكل زمان ومكان، لتعالج جميع المشكلات.
ومن المعلوم أن الوقائع والحوادث ليست متناهية، بل متجددة متغيرة، فما كان من أمور الناس ثابتا لا يتغير جاءت الشريعة مفصلة له بنصوص صريحة قاطعة، كأركان الإسلام والإيمان، وأسس الدين في المعتقد والعبادة والتشريع وغيرها، فلم يقع الخلاف عليها ممن يعتد بقوله من أهل الإسلام.
وما كان متغيرا أو مستجدا من الفروع جاءت الشريعة فيه بنصوص وقواعد عامة يُستخرج منها الأحكام، فاجتهد الصحابة -رضوان الله عليهم- في معرفة ما جد من أمور عرضت لهم، ليستبينوا حكم الله فيها.
ولقد كان اجتهاد الصحابة رائده الإخلاص وطلب الحق، ولا عجب؛ فهم صفوة الخلق، فكان اختلافهم مجرد اختلاف وجهات النظر، فلم ينقلوا الخلاف القولي إلى خلاف علمي يُظهر النزاعات والفرقة بينهم.
وهذا الاختلاف بين الصحابة لم يكن ضرر على الأمة أو الأحكام الشرعية، بل أفادوا الأجيال من بعدهم من ناحيتين:
الأولى: أنهم سنوا للأمة الطريق القويم للاجتهاد، وجعلوا له أصولا وضوابط، وبينوا أن الاختلاف في طلب الحقيقة لا يؤثر في وحدة المسلمين، ولكنه يشحذ العقول والأفهام، ويوصل إلى الحق المبين.
الثانية: أنهم تركوا لمن بعدهم ثروة فقهية كبيرة، تفتح باب التيسير والاجتهاد، وتحرض على البحث، وتنهى عن الجمود.
ويؤيد ذلك ما ذكره الشاطبي -رحمه الله- " أن جماعة من السلف الصالح جعلوا اختلاف الأمة في الفروع ضربا من ضروب الرحمة"، و" روى عن القاسم بن محمد قال: لقد نفع الله باختلاف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في العمل، لا يعمل العامل بعلم رجل منهم إلا رأى أنه في سعة" وعقب الشاطبي على ذلك بقوله:" ومعنى هذا أنهم فتحوا للناس باب الاجتهاد، وجواز الاختلاف فيه، لأنهم لو لم يفتحوه، لكان المجتهدون في ضيق، لأن مجال الاجتهاد ومجالات الظنون لا تتفق عادة، فيصير أهل الاجتهاد مع تكليفهم بإتباع ما غلب على ظنونهم، مكلفين بإتباع خلافهم، وهو نوع من تكليف مالا يطاق، وذلك من أعظم الضيق"[1]
[1] الاعتصام ـ للشاطبى موافق للمطبوع - (2 / 171)
المرجع: اختلاف الصحابة في الأحكام الشرعية، مها بنت عبد الله العوشن، بحث مقدم لكلية الشريعة- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
السبت، ٢٦ مارس ٢٠١١
الدولة الإسلامية دولة مدنية
موقع القرضاوي/20-12-2010 السؤال: ماذا يعني المفكرون الإسلاميون بقولهم : " الحكم الإسلامي في الإسلام يقوم على الدولة المدنية، وليس على الدولة الدينية"؟ ما المراد بذلك؟ أم أن هذا الكلام به خطأ. الإجابة يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي : بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:- فالدولة الإسلامية كما جاء بها الإسلام، وكما عرفها تاريخ المسلمين دولة مَدَنِيَّة، تقوم السلطة بها على البَيْعة والاختيار والشورى والحاكم فيها وكيل عن الأمة أو أجير لها، ومن حق الأمة ـ مُمثَّلة في أهل الحلِّ والعَقْد فيها ـ أن تُحاسبه وتُراقبه، وتأمره وتنهاه، وتُقَوِّمه إن أعوجَّ، وإلا عزلته، ومن حق كل مسلم، بل كل مواطن، أن ينكر على رئيس الدولة نفسه إذا رآه اقترف منكرًا، أو ضيَّع معروفًا، بل على الشعب أن يُعلن الثورة عليه إذا رأي كفرًا بَوَاحًا عنده من الله برهان. أما الدولة الدينية "الثيوقراطية" التي عرفها الغرب في العصور الوسطى والتي يحكمها رجال الدين، الذين يتحكَّمون في رِقاب الناس ـ وضمائرهم أيضًا ـ باسم "الحق الإلهي" فما حلُّوه في الأرض فهو محلول في السماء، وما ربطوه في الأرض فهو مربوط في السماء؟ فهي مرفوضة في الإسلام، وليس في الإسلام رجال دين بالمعنى الكهنوتي، إنما فيه علماء دين، يستطيع كل واحد أن يكون منهم بالتعلُّم والدراسة، وليس لهم سلطان على ضمائر الناس، ودخائل قلوبهم، وهم لا يزيدون عن غيرهم من الناس في الحقوق، بل كثيرًا ما يُهضَمون ويُظلَمون، ومن ثَمَّ نُعلنها صريحة: نعم.. للدولة الإسلامية، ولا ثم لا.. للدولة الدينية "الثيوقراطية". والله أعلم . |
الثلاثاء، ١٨ يناير ٢٠١١
الأحد، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٠
المرأة - الماء
المرأة، الكائن الرائع البديع، خلقها رب الكون لتكون السكن والمأوى، ومن أجلها جعل المودة، وأنزل الرحمة من السماء، المرأة الأم، رحمتها بولدها لا يفوقها إلا رحمة المولى بعباده، المرأة الأخت شقيقة الرجل، المرأة الزوجة والحبيبة، المرأة البنت قرة عين أبيها.
خلق الله المرأة كالماء لا يستغني عنه الرجل ما دام حيا، كالماء وطاقاته الكامنة المستقرة ، يجمع قوته قبل أن يتدفق، ساحر في سطحه، ويظل يثير القلق في الأعماق، كالماء في مرونته لا يعيقه عائق، يلتف في انسيابية ونعومة حول الصخور والأشجار والسدود ليواصل رحلته يخصب الأرض فتهتز طربا، النساء كالماء، إنهن ملهمات بحضورهن وحده، وهن ينبوع الحياة، إذ لا يمكن إنجاز شيء يتصف بالدوام دون دعم الأنوثة المرنة والتي تتلاءم مع الظروف، صفاء الماء وشفافيته كصفاء حدس المرأة وحسها السليم، يقودان أعمال الرجال ويصلحانها.
الماء والمرأة وثابان بصورة مرحة وعفويان، النساء عطوفات متفهمات، يغسل الرجل عندهن همومه، فيتطهر، فهمهن الأمومي يطهر من الخجل، فتنبعث الحياة في أعمال الرجال التي أصابها الجفاف.
ولكن، آه من المرأة وآه من الماء، فالماء ينساب ويتسلل في أصغر الشقوق، والنساء يتسللن بمهارة وعبقرية فتجد قلبك أسير النظرة والبسمة.
الماء يحفر الحجارة القاسية ببطء وصبر، والنساء يتغلبن على جميع العقبات بصبرهن ودأبهن، في صمت حتى تنهار طاقة أولئك الذين يقاومونهن، وينتهي به الأمر محاصرا، كأنه جزيرة في قلب المحيط، لو تململ يغرق وينجذب إلى القاع في دوامات من الماء.
الماء هو رمز المرأة الذي يتصف بأنه أكثر كلاسيكية، وأكثر لصوقاً، وأكثر واقعية على الغالب، فثمة خصاص أنثوية عديدة، إيجابية أو سلبية، تجعل المرء يفكر مباشرة بالماء