الأحد، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٠

المرأة - الماء

المرأة، الكائن الرائع البديع، خلقها رب الكون لتكون السكن والمأوى، ومن أجلها جعل المودة، وأنزل الرحمة من السماء، المرأة الأم، رحمتها بولدها لا يفوقها إلا رحمة المولى بعباده، المرأة الأخت شقيقة الرجل، المرأة الزوجة والحبيبة، المرأة البنت قرة عين أبيها.

خلق الله المرأة كالماء لا يستغني عنه الرجل ما دام حيا، كالماء وطاقاته الكامنة المستقرة ، يجمع قوته قبل أن يتدفق، ساحر في سطحه، ويظل يثير القلق في الأعماق، كالماء في مرونته لا يعيقه عائق، يلتف في انسيابية ونعومة حول الصخور والأشجار والسدود ليواصل رحلته يخصب الأرض فتهتز طربا، النساء كالماء، إنهن ملهمات بحضورهن وحده، وهن ينبوع الحياة، إذ لا يمكن إنجاز شيء يتصف بالدوام دون دعم الأنوثة المرنة والتي تتلاءم مع الظروف، صفاء الماء وشفافيته كصفاء حدس المرأة وحسها السليم، يقودان أعمال الرجال ويصلحانها.

الماء والمرأة وثابان بصورة مرحة وعفويان، النساء عطوفات متفهمات، يغسل الرجل عندهن همومه، فيتطهر، فهمهن الأمومي يطهر من الخجل، فتنبعث الحياة في أعمال الرجال التي أصابها الجفاف.

ولكن، آه من المرأة وآه من الماء، فالماء ينساب ويتسلل في أصغر الشقوق، والنساء يتسللن بمهارة وعبقرية فتجد قلبك أسير النظرة والبسمة.

الماء يحفر الحجارة القاسية ببطء وصبر، والنساء يتغلبن على جميع العقبات بصبرهن ودأبهن، في صمت حتى تنهار طاقة أولئك الذين يقاومونهن، وينتهي به الأمر محاصرا، كأنه جزيرة في قلب المحيط، لو تململ يغرق وينجذب إلى القاع في دوامات من الماء.

الماء هو رمز المرأة الذي يتصف بأنه أكثر كلاسيكية، وأكثر لصوقاً، وأكثر واقعية على الغالب، فثمة خصاص أنثوية عديدة، إيجابية أو سلبية، تجعل المرء يفكر مباشرة بالماء

الاثنين، ٦ ديسمبر ٢٠١٠

صبحة الراح-طاهر أبو فاشا

يا صحبة الراح أهل الراح هل حانوا
وهل تغنت علي أيامها الــحان
صبا النّدامى و ما في الحان ألحان
***
في كأس عمري بقايا من يشاربني
ومن يطارحني و العيش ريحان
ثمالة من دموع الشّجو ألوان
إبريقها راح يبكي وهو فرحان
ثمالة آه لو فاضت وآه اذا غاضت
وواها لها و القلب لهفـــان
عهدي بها و كوؤس الصّفو مترعة
بهن طاف على السكرىّ سُكيرانُ
لا يشرب الراح إلا أنه ثمـــل
نشوان و الكأس في كفيه نشوان
***
ترى تعود الليالي و الهوى معنا
يا غربة الكاس ما للكاس نُدمانُ

من ديوان "راهب الليل"
للشاعر/ طاهر أبو فاشا

حانة الأقدار - طاهر أبو فاشا

حانة الاقدار عربدت فيها لياليها ... ودارالنـور والهـوى صاحـى
هذه الازهار كيف نسقيها وساقيها ... بها مخمووور كيف يـا صـاح
سألت عن الحب أهـل الهـوى ... سقاة الدمـوع ندامـى الجـوى
قالـوا حنانـك مـن شـجـوه ... ومـن جـده بــك أو لـهـوه
ومـن كـدر الليـل أو صفـوه ... سلي الطير إن شئت عن شـدوه
ففـى شـدوه همسـات الهـوى ... وبرح الحنين وشـرح الجـوى
ورحت الى الطير أشكو الهـوى ... وأسألـه ســر ذاك الـجـوى
فقـال : حنانـك مـن جمـره ... ومـن نهيـه فيـك أو امــره
ومن صحـو ساقيـه او سكـره ... سلى الليل إن شئت عـن سـره
ففى الليل يبعـث أهـل الهـوى ... وفى الليل يكمن سـر الجـوى
ولما طوانى الدجـى والجـوى ... لقيت الهوى وعرفـت الهـوى
ففـى حانـة الليـل خـمـاره ... وتلـك النجيـمـات سـمـاره
وهمـس النسـائـم أســراره ... وتحـت خيـام الدجـى نـاره
وفى كل شيـء يلـوح الهـوى ... ولكن لمـن ذاق طعـم الهـوى


كلمات: طاهر ابو فاشا

الخميس، ٢ ديسمبر ٢٠١٠

في هيكل الحب، أبو القاسم الشابي

عـذبة أنـت كـالطفولة كالأحلام
كـاللـحن كـالـصباح الـجـديد
كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ
كـالـوردِ كـابـتسامِ الـولـيدِ
يـا لـها مِـنْ وَداعـةٍ وجـمالٍ
وشَــبـابٍ مُـنـعَّـمٍ أُمْـلُـودِ
يـا لها من طهارةٍ تبعثُ التَّقديسَ
فــي مـهـجَةِ الـشَّقيِّ الـعنيدِ
يـا لـها رقَّـةً تَـكادُ يَرفُّ الوَرْدُ
مـنها فـي الـصَّخْرَةِ الـجُلْمودِ
أَيُّ شـيءٍ تُـراكِ هلْ أَنْتِ فينيسُ
تَـهادتْ بَـيْنَ الـوَرَى مِنْ جديدِ
لـتُعيدَ الـشَّبابَ والفرحَ المعسولَ
لـلـعـالمِ الـتَّـعيسِ الـعـميدِ
أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَرضِ
لـيُـحيي روحَ الـسَّلامِ الـعهيدِ